رغم مرور شهرين على رحيل الطبيب المصري هشام السيد عبدالجليل، (صفر الماضي)، الذي كان يعمل أخصائيا في مركز صحي في الشنانة التابعة لمحافظة الرس بمنطقة القصيم، إلا أن أهالي القرية مازالوا يضمدون جرح فراقه، بعدما رثوه طويلا، ليجدوا ضالتهم لتجرع الصبر بإنشاء أوقاف خيرية باسمه علها تكون صدقة جارية، ورمز وفاء لما قدمه طيلة 16 سنة في خدمة أبناء القرية.
ولم يمر حدث وفاة ابن الشنانة كما يصفه أهالي البلدة مرور الكرام، بل خرجت القرية عن بكرة أبيها، في موكب مهيب، ليشيع جثمانه أكثر من 3 آلاف من أبناء القرية، وهم يرفعون أكف الضراعة أن يرحمه الله تعالى ويجزيه الثواب والأجر نظير ما قدم لهم وأخلص في علاجهم.
وفيما سارع وفد من القرية أخيرا، إلى أسرته في الإسكندرية بمصر ليزفوا لهم خبر الأوقاف الخيرية، كانت الدموع هي سيدة الموقف في لقاء من عاش وسطهم ابن الشنانة، وبين أسرته في مسقط رأسه، إذ سلم المعلم عبدالرحمن آل خليفة، الأسرة المبالغ المالية التي جمعها الأهالي تقديرا لطبيبهم وشهادات الشكر والتقدير، ناقلا لهم ما يحتفظ به كل أهالي الشنانة تجاه الدكتور هشام «فلم يكن طبيبا اعتياديا بل متفانيا في عمله، وشعلة لا تنطفئ تضيء للآخرين حيث كان يجلس 12 ساعة يعمل داخل المستشفى دون المطالبة بأي مقابل مادي، حتى وفاته في سن الـ60 بأزمة قلبية».
وحسب الأهالي ممن التقتهم «عكاظ» فإن الدكتور هشام أخلص في عمله لدرجة أنه كان يحتفظ بأسماء المراجعين لتذكيرهم بمواعيد العلاج والمراجعة، وداوم على إعطائهم النصائح، سواء في أوقات العمل الرسمي أو غيرها، دون أي مقابل مادي، بل كان حريصا على أن يكون المقابل هو دعوة خالصة لوجه الله تعالى.
وأوضح يوسف الخليفة (أحد سكان الشنانة) أن الفقيد -رحمه الله- كان حريصا على كبار السن، يتواصل معهم ليمنحهم العلاج حتى في منازلهم، مبينا أنه رفض قرار نقله إلى مدينة أخرى غير الشنانة، ليبقى وسط من أحبهم وأحبوه، وقال «سيدة في القرية تأثرت كثيرا برحيله مثل ابنها، وأكدت أنه كان حريصا على توصيل العلاج بنفسه إليها بانتظام».
وبين أنه كان من باب الوفاء اتفق الأهالي على إنشاء 3 أوقاف خيرية لتكون صدقة جارية له بإذن الله ومساعدة أبنائه بمصر، الأول وقف للأيتام بـ15000 ريال، والثاني وقف للقرآن بـ 10000 ريال، والثالث وقف للجاليات بـ15000 ريال، مضيفا «هذا ليس بكثير على من ضحى بوقته وجهده من أجلنا».
وأضاف مدير المركز الصحي بالشنانة محمد صالح الخليفة لـ«عكاظ» أن المركز لم يشهد مثل هذا الطبيب، الذي «نذر نفسه وعكف على مرضاه فحب عمله وأحب مرضاه واجتهد في عمله فهو يجلس الساعات بعد نهاية الدوام إلى الثامنة مساء، رغم أن العمل ينتهي في الرابعة عصرا، ولا يفرق في العمل بين صغير وكبير ويتعامل مع الجميع بروح الأخوة والصداقة».
وبين أنه -رحمه الله- رغم معاناته من أمراض مزمنة تمثلت في صمام القلب، لكن هذا المرض لم يؤثر على عطائه، فظل شابا متحمسا في عمله، ويطور نفسه باستمرار، مستغلا إجازته السنوية لحضور الدورات والمؤتمرات، ففاق أقرانه في العلم وكان يستطيع تشخيص بعض الأمراض بدقة أكثر من غيره، خاصة في عمليات القلب.
وأضاف «رحل الدكتور هشام ولم ترحل أعماله، ولم تغب كلمات الرثاء والدعاء عن شفاه أهالي الشنانة، ليبقى الوفاء ثمرة للإخلاص».
ولم يمر حدث وفاة ابن الشنانة كما يصفه أهالي البلدة مرور الكرام، بل خرجت القرية عن بكرة أبيها، في موكب مهيب، ليشيع جثمانه أكثر من 3 آلاف من أبناء القرية، وهم يرفعون أكف الضراعة أن يرحمه الله تعالى ويجزيه الثواب والأجر نظير ما قدم لهم وأخلص في علاجهم.
وفيما سارع وفد من القرية أخيرا، إلى أسرته في الإسكندرية بمصر ليزفوا لهم خبر الأوقاف الخيرية، كانت الدموع هي سيدة الموقف في لقاء من عاش وسطهم ابن الشنانة، وبين أسرته في مسقط رأسه، إذ سلم المعلم عبدالرحمن آل خليفة، الأسرة المبالغ المالية التي جمعها الأهالي تقديرا لطبيبهم وشهادات الشكر والتقدير، ناقلا لهم ما يحتفظ به كل أهالي الشنانة تجاه الدكتور هشام «فلم يكن طبيبا اعتياديا بل متفانيا في عمله، وشعلة لا تنطفئ تضيء للآخرين حيث كان يجلس 12 ساعة يعمل داخل المستشفى دون المطالبة بأي مقابل مادي، حتى وفاته في سن الـ60 بأزمة قلبية».
وحسب الأهالي ممن التقتهم «عكاظ» فإن الدكتور هشام أخلص في عمله لدرجة أنه كان يحتفظ بأسماء المراجعين لتذكيرهم بمواعيد العلاج والمراجعة، وداوم على إعطائهم النصائح، سواء في أوقات العمل الرسمي أو غيرها، دون أي مقابل مادي، بل كان حريصا على أن يكون المقابل هو دعوة خالصة لوجه الله تعالى.
وأوضح يوسف الخليفة (أحد سكان الشنانة) أن الفقيد -رحمه الله- كان حريصا على كبار السن، يتواصل معهم ليمنحهم العلاج حتى في منازلهم، مبينا أنه رفض قرار نقله إلى مدينة أخرى غير الشنانة، ليبقى وسط من أحبهم وأحبوه، وقال «سيدة في القرية تأثرت كثيرا برحيله مثل ابنها، وأكدت أنه كان حريصا على توصيل العلاج بنفسه إليها بانتظام».
وبين أنه كان من باب الوفاء اتفق الأهالي على إنشاء 3 أوقاف خيرية لتكون صدقة جارية له بإذن الله ومساعدة أبنائه بمصر، الأول وقف للأيتام بـ15000 ريال، والثاني وقف للقرآن بـ 10000 ريال، والثالث وقف للجاليات بـ15000 ريال، مضيفا «هذا ليس بكثير على من ضحى بوقته وجهده من أجلنا».
وأضاف مدير المركز الصحي بالشنانة محمد صالح الخليفة لـ«عكاظ» أن المركز لم يشهد مثل هذا الطبيب، الذي «نذر نفسه وعكف على مرضاه فحب عمله وأحب مرضاه واجتهد في عمله فهو يجلس الساعات بعد نهاية الدوام إلى الثامنة مساء، رغم أن العمل ينتهي في الرابعة عصرا، ولا يفرق في العمل بين صغير وكبير ويتعامل مع الجميع بروح الأخوة والصداقة».
وبين أنه -رحمه الله- رغم معاناته من أمراض مزمنة تمثلت في صمام القلب، لكن هذا المرض لم يؤثر على عطائه، فظل شابا متحمسا في عمله، ويطور نفسه باستمرار، مستغلا إجازته السنوية لحضور الدورات والمؤتمرات، ففاق أقرانه في العلم وكان يستطيع تشخيص بعض الأمراض بدقة أكثر من غيره، خاصة في عمليات القلب.
وأضاف «رحل الدكتور هشام ولم ترحل أعماله، ولم تغب كلمات الرثاء والدعاء عن شفاه أهالي الشنانة، ليبقى الوفاء ثمرة للإخلاص».